هل تعرفون تلك الفتاة
النائية بنفسها عن العالم
تلك التي تعيش في برج عاجي لم يستطع أحدهم يوما تسلقه
هي التي تخرج كل فترة إلينا لكن أحدا لم يدخل إليها
كل ما نعرفه أنها مختلفة
ربما أنا مختلفة
وربما ابرز هذا فقط
في الثانوية سمعتها كثيرا من صديقاتي .. كانوا دائما ما يعاملونني بحذر شديد وكأني قنبلة توشك أن تنفجر
ويوما ما اعترفن لي بالسبب
لا أذكر شعوري حينها لكني أشعر الآن بالاحتقار لنفسي
يومها قالوا لي : نشعر أنك عظيمة لدرجة كبيرة فنشعر بالضآلة بجانبك
آه لو يعلمون الحقيقة
تحدثوا كثيرا عن تأثير حلمي وهدفي في حياتهم
ولكن ما تأثيره في حياتي أنا ؟؟
سأحاول أن أكون صادقة معي
هذا الحلم .. هذا الهدف ... هذا الحب الكبير ... ليسوا بملكي ... ربي أودعهم لدي ويوما ما سترد الأمانة
لم أفهم لهذه اللحظة لماذا أنا ياربي ؟؟
هذا شرف عظيم كبير لا أستحقه أبدا ... أحبه كثيرا ... وأخاف منه كثيرا ... أشعر به حمل كبير على كاهلي
يوما ما سأواجهه ... وأخاف الفشل
هذه التركيبة غيرتني ... حولتني لشخص حتى اللحظة لا أفهمه ... شخص يحمل جميع المتناقضات
أعلم الآن أن الحل في نظري لتعايشي مع هذا الواقع
هو أن أصبح أقوى ... أن أتغير ... أتقمص شخصية أخرى حتى أحقق الحلم
أحببته كثيرا هذا الحلم فقررت أن ألغي الكثير من ذاتي لأجله
كلفني الكثير من الألم والدموع ... لكني أخجل من كوني أعترف بذلك أو أفكر فيه
فهو غال شرف كبير ... لا يجوز أن أشعر هكذا حياله
ذلك نكران وجحود للنعمة
لكني أعترف بذلك
أعترف أني كثيرا ما هربت من قلبي وخفقاته إليه
كثيرا ما طلبت منه السماح لأني فكرت ذات يوم أن أشارك القلب معه
يعذبني كثيرا هذا الصراع
رسمت لنفسي خطة منمقه لأصل إليه
لكن خطتي تتعارض أحيانا مع قلبي
فأجلد نفسي وأحطم قلبي لأجله
أستيقظ أحيانا بقلب أرهقه الشوق .. بدموع أنت من طول ما حبست
لروح تتوق لأن يبادلها أحدهم الحب
أكره نفسي في ذلك النهار
لانها بشر
لم تدرك كم هو عظيم هذا الشرف
أخطأ كثيرا ... أسير في طريق المعاصي كثيرا
لكني لا أجلد نفسي حينها
كما أجلد قلبي لو فكر يوما أن يعشق
داخل تلك المتنائية التي تحاول دوما أن تلتزم العقل والمنطق والقوة
إنسانة هشة لم تخرج يوما للنور
تود لو يكتشفها الناس دون أن تضطر هي للخروج
فكانت النتيجة
أنها ظلت حبيسة لم تخرج ولن تخرج
أعلم الآن أني أظلم نفسي
أعلم أنها خطة بمنتهى الغباء
أغفلت فيها الكثير من العناصر ولم أفكر في العواقب كلها
النهاية لهذه الحلقة المفرغة
ربما لاني أخشى الفشل
يظن الجميع أن ثقتي في نفسي كبيرة
تغنيني عمن حولي
لا يعلمون أنها سلاحي الوحيد لتنفيذ خطتي
قناع القوة الذي يرونه ... والعقل المنطقي الذي يرونه فيهربون إليه في المشكلات
جعلهم لا ينظرون لما هو أبعد منه
ظنوا بي أني قوية دائما ولم أصحح لهم هذا يوما
لكني أحيانا أود لو أصرخ معلنة اني ايضا بجانب كل هذا لي جانب من الضعف البشري لم أستطع يوما أن أتخلص منه
نعم أكره أن يكتشفه أحدهم أو أن أعلن عنه
لكني حينها أتوسل ان يكتشفوه دون أن أنطق
لا أدري كيف