كبريائي
أليوم عُدْت بعد هَجْرٍ طال .
أليوم عُدْت تُخْبِرَني أن فِراقي أمرٌ مُحال .
تسألني الصَّفح والغُفران ... بعد أن قَتَلْتَ حُبِّي وسحقتَ من صِبايَ العنفوان .
ترجوني أن أُسْدِل على جرحي ستائر النِّسيان ... وأُخمد داخِلي ألبُركان يا من أثَرْتَ حِمَمِهِ وأشعلتَ فيه النِّيران .
لن أستطيع ... أو تَحْسَبَني ملاكاً ؟ كلاّ بل أنا ابن آدم ... إنَّني إنسان .
ماذا أقول لِمُقْلَتَيْن أذاب جِفْنَيْهِما سُهْد ألليالي وظلَلْهُما عتم الظَّلام ؟
ماذا أقول لِعقلٍ اجتاحَتْهُ مئات ألأفكار وشرَّدته آلاف الظُّنون كأنَّ مسَّاً أصابه دون ألأنام ؟
وماذا عساي أقول لفؤادٍ مزَّقْتَهُ بِسهام غدرك واجترت منه حَرْقَة ألآلام ؟
قد تُنْكِر مُقْلَتاي دموعُهُما ويَسْلو عقلي تَشَرُّدَهُ وقد ينسى قلبي حَرْقَتَهُ , لكن تمهَّل ... فكبريائي لا ولن يغفر إهانته ...
فعُذْراً يا من كُنْتَ الحبيب ... يا من عُدْتَ بعد فوات ألأوان ... وشُكْراً لك يا من ساعدتني على إرْخاء ستائر النِّسيان على حبٍ ما كان يستحق مني سوى ألجفاء والنُّكران , فأنا لن أعود إليك ... لن أنسى منك ما كان ...
إرحل من حيث جئت لم يعد لك مُتَّسع في قلبي أو حياتي ...